الأحد، 6 أكتوبر 2013

على الهامش..

في لحظات كهذه أحسد هؤلاء المُشرّدين والحزاني والمنكوبين من أهل هذه الأرض لأن لكلٍ منهم همّه الخاص، همّه الذي يؤرقه، رجل مُشرّد يبحث عن غِطاء وسط أكوام القمامة ليقي نفسه برد شتاء المدينة القاسي. مُراهق عقله لا يستطيع التوقّف عن خلق سيناريوهات خيالية بينه وبين جارته الحسناء المتزوّجة والتي لم تلحظه أبداً وهو يتلصص عليها من شبّاك غرفته وهي تُعد الطعام يومياً بمطبخها المتواضع. امرأة بدينة تريد التخلص من وزنها الزائد حتى تتمكّن من رقص اللامبادا برشاقة مع حبيبها. سيدة جاوزت الثلاثين تُفكّر في الذهاب لبنك حيوانات منويّة حتى تتمكّن من الإنجاب حيث أنها أدركت بعد موت قطها الأبيض البدين كم هي وحيده، حزينه وبائسه. أحسدكم جميعاً لأنكم لا ترفعون أعلاماً ولا تتغنّون بأسماء وشعارات. كم أنتم أحرار يامن تعيشون على هامش البشرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق