تستيقظ سلمى و على فمها إبتسامه لاتزال فى مهدها ،
تتذكر ما رأته فى منامها من عالم وردى ،
رأت أن لها قصراً كبيراً مليئاً بالورود البيضاء تزينها بعض الزهور الصفراء و الحمراء ،
رأت أن لها زوجاً حنوناً لا يضربها و لا يهين كرامتها ولا يسبها و يلعنها ليل نهار ،
رأته يحمل إليها التفاح الأحمر من الشجره المثمره التى تتوسط الحديقه و يأتى إليها و هى نائمه على ظهرها ،
تنظر إليه بإبتسامه حقيقيه لطالما غابت عن شفتيها ،
يطعمها بيده فى فمها ،
فتقضم من الثمره شيئاً يسيراً بفمها الصغير ،
فيأخذ فارسها الثمره و يديرها و يأكل من مكان ما أكلت ،
ثم يتطَّلع إليها و يحتضنها و يقبَّل جبهتها ،
تحسست سلمى جبهتها لتجد عليها بعض قطرات العرق
الذى يصيبها فى مثل هذا الوقت من الصيف عند إستيقاظها ،
قامت متثاقله من سريرها و أشعلت المصباح أعلى المرآه ،
و أخذت تحملق فى وجهها ،
و تمسح وجنتيها برقَّّه بأطراف أناملها ،
ثم استدارت نحو شرفه حجرتها ،
و فتحت بابها و خرجت ،
فشعرت ببروده الأرض تسرى بخفه فى قدميها العاريتين ،
و جاءت نسمه هواء صيفيه بارده تداعب خصلات شعرها الأسود اللامع الذى يزداد جماله كلما ازدادت بساطته ،
و سرت رعشه قويه فى جسدها اليافع الذى بدا ظاهراً من تحت قميص نومها الأبيض الخفيف ،
رفعت يديها لأعلى و مالت برأسها للخلف و بصدرها للأمام قليلاً،
ثم اعتدلت و وضعت يدها على خصرها و تثائبت ،
ثم أخذت تملأ صدرها بهواء الصباح ،
برائحه الشارع الخالى من الماره إلا من هذا الشيخ المسن الذى جاوز الستين من عمره عائداً من صلاه الفجر
و معه حفيده الصغير يجره من خلفه و قد نام الطفل على يد جده ،
فأشفق عليه ، و حمله رغم المشقه و آلام ظهره ،
ابتسمت سلمى و رفعت رأسها للسماء ،
و نظرت بعينيها العسليتين لخيوط البنفسج المنتشره فى عنان السماء
و التى تذهب شيئاً فشيئاً مع بزوغ الشمس التى استمدت منها طاقتها ،
و نفضت عن جسمها آثار النوم و معالم الكسل ،
فدبت فى جسمها النشاط و فى روحها الحياه و فى نفسها الدفء و الطمأنينه .
..
تتذكر ما رأته فى منامها من عالم وردى ،
رأت أن لها قصراً كبيراً مليئاً بالورود البيضاء تزينها بعض الزهور الصفراء و الحمراء ،
رأت أن لها زوجاً حنوناً لا يضربها و لا يهين كرامتها ولا يسبها و يلعنها ليل نهار ،
رأته يحمل إليها التفاح الأحمر من الشجره المثمره التى تتوسط الحديقه و يأتى إليها و هى نائمه على ظهرها ،
تنظر إليه بإبتسامه حقيقيه لطالما غابت عن شفتيها ،
يطعمها بيده فى فمها ،
فتقضم من الثمره شيئاً يسيراً بفمها الصغير ،
فيأخذ فارسها الثمره و يديرها و يأكل من مكان ما أكلت ،
ثم يتطَّلع إليها و يحتضنها و يقبَّل جبهتها ،
تحسست سلمى جبهتها لتجد عليها بعض قطرات العرق
الذى يصيبها فى مثل هذا الوقت من الصيف عند إستيقاظها ،
قامت متثاقله من سريرها و أشعلت المصباح أعلى المرآه ،
و أخذت تحملق فى وجهها ،
و تمسح وجنتيها برقَّّه بأطراف أناملها ،
ثم استدارت نحو شرفه حجرتها ،
و فتحت بابها و خرجت ،
فشعرت ببروده الأرض تسرى بخفه فى قدميها العاريتين ،
و جاءت نسمه هواء صيفيه بارده تداعب خصلات شعرها الأسود اللامع الذى يزداد جماله كلما ازدادت بساطته ،
و سرت رعشه قويه فى جسدها اليافع الذى بدا ظاهراً من تحت قميص نومها الأبيض الخفيف ،
رفعت يديها لأعلى و مالت برأسها للخلف و بصدرها للأمام قليلاً،
ثم اعتدلت و وضعت يدها على خصرها و تثائبت ،
ثم أخذت تملأ صدرها بهواء الصباح ،
برائحه الشارع الخالى من الماره إلا من هذا الشيخ المسن الذى جاوز الستين من عمره عائداً من صلاه الفجر
و معه حفيده الصغير يجره من خلفه و قد نام الطفل على يد جده ،
فأشفق عليه ، و حمله رغم المشقه و آلام ظهره ،
ابتسمت سلمى و رفعت رأسها للسماء ،
و نظرت بعينيها العسليتين لخيوط البنفسج المنتشره فى عنان السماء
و التى تذهب شيئاً فشيئاً مع بزوغ الشمس التى استمدت منها طاقتها ،
و نفضت عن جسمها آثار النوم و معالم الكسل ،
فدبت فى جسمها النشاط و فى روحها الحياه و فى نفسها الدفء و الطمأنينه .
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق