السبت، 1 مايو 2010

لـــذَّة الـخــمـــول ..

تستيقظ سلمى و على فمها إبتسامه لاتزال فى مهدها ،

تتذكر ما رأته فى منامها من عالم وردى ،


رأت أن لها قصراً كبيراً مليئاً بالورود البيضاء تزينها بعض الزهور الصفراء و الحمراء ،


رأت أن لها زوجاً حنوناً لا يضربها و لا يهين كرامتها ولا يسبها و يلعنها ليل نهار ،


رأته يحمل إليها التفاح الأحمر من الشجره المثمره التى تتوسط الحديقه و يأتى إليها و هى نائمه على ظهرها ،


تنظر إليه بإبتسامه حقيقيه لطالما غابت عن شفتيها ،


يطعمها بيده فى فمها ،


فتقضم من الثمره شيئاً يسيراً بفمها الصغير ،


فيأخذ فارسها الثمره و يديرها و يأكل من مكان ما أكلت ،


ثم يتطَّلع إليها و يحتضنها و يقبَّل جبهتها ،


تحسست سلمى جبهتها لتجد عليها بعض قطرات العرق


الذى يصيبها فى مثل هذا الوقت من الصيف عند إستيقاظها ،


قامت متثاقله من سريرها و أشعلت المصباح أعلى المرآه ،


و أخذت تحملق فى وجهها ،


و تمسح وجنتيها برقَّّه بأطراف أناملها ،


ثم استدارت نحو شرفه حجرتها ،


و فتحت بابها و خرجت ،


فشعرت ببروده الأرض تسرى بخفه فى قدميها العاريتين ،


و جاءت نسمه هواء صيفيه بارده تداعب خصلات شعرها الأسود اللامع الذى يزداد جماله كلما ازدادت بساطته ،


و سرت رعشه قويه فى جسدها اليافع الذى بدا ظاهراً من تحت قميص نومها الأبيض الخفيف ،


رفعت يديها لأعلى و مالت برأسها للخلف و بصدرها للأمام قليلاً،


ثم اعتدلت و وضعت يدها على خصرها و تثائبت ،


ثم أخذت تملأ صدرها بهواء الصباح ،


برائحه الشارع الخالى من الماره إلا من هذا الشيخ المسن الذى جاوز الستين من عمره عائداً من صلاه الفجر


و معه حفيده الصغير يجره من خلفه و قد نام الطفل على يد جده ،


فأشفق عليه ، و حمله رغم المشقه و آلام ظهره ،


ابتسمت سلمى و رفعت رأسها للسماء ،


و نظرت بعينيها العسليتين لخيوط البنفسج المنتشره فى عنان السماء


و التى تذهب شيئاً فشيئاً مع بزوغ الشمس التى استمدت منها طاقتها ،


و نفضت عن جسمها آثار النوم و معالم الكسل ،


فدبت فى جسمها النشاط و فى روحها الحياه و فى نفسها الدفء و الطمأنينه .




..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق