قال (أ) : أريد ألّا أُصُاحب إلا إمرأة واحدة
في عمري ، أشاركها أحلامي و آمالي، أفراحي و أحزاني، و تقطيع السلطة و شرب القهوة صباحاً
، حسناً .. لا أظنها تُحب القهوة ، لا بأس ، سأشرب فنجان قهوتي و تشرب هي كوباً من
الكابتشينو و نحن جُلوس فى شرفة بيتنا الدافىء.
فقال (ب) مبتسماً إبتسامة ذات مَغْزى :
خَبّرنا عنها أكثر.
و كان معروفاً بين أصدقاءه بالسخرية اللاذعة
من كل شىء ، حتى نفسه !
فقال (أ) : أريدها إنسانة ، تفهم إنسانيتي ،
لن تكون مثل ما أَراهن منتشرات يلعبن و يمرحن و يتظاهرن بالطفولة البريئة ! كيف
لطفل برىء ألّا يستحى ؟ حبيبتي ليست لاهية لاعبة ، لكنها طفلة ، و عندما تبلغ
الثمانين ستظل طفلة و لن أكف عن اللعب معها!
فقال (ب) : حد يقفل سبيس تون لو سمحتم !
فقال (أ) : مرة أخرى و سأرحل و أتركك تسخر من
أنفك التى تشبه نفق الأزهر تلك !
فرد عليه (ب) : كيف ستجدها إن لم تبحث عنها ؟
فقال (أ) : و من قال أننى لن أفعل ! ، لكننى
لن أعرف غيرها.
فقال (ب) : لا أوافقك الرأى ، إذ لابد للشاب
أن يكون "خِبْرة" و يفهم البنت من أول نظرة ، إن معرفة البنات كالقراءة
، عندما تقرأ أول كتاب لك ، قد يبهرك تماماً ، و لكن بعد قراءة الكتاب المائة ، قد
تجد أن هذا الكتاب من أسخف ما قرأت ، كذلك الفتيات ، قد يخدعنك بأدبهن و حشمتهن أو
بدلالهن ، و لكن ما إن تقع الفأس فى الرأس حتى تجد نفسك متدلياً بحبل مربوط فى
عنقك ، مُنتحراً ، أسفل كوبرى قصر النيل من سوء عِشرتهن!
فقال (أ) : ما تقوله ليس سوى تبرير لما
"تحب أن تفعل" ، لأن من أتكلم عنها لن تكون – أصلاً – ممن تقبل أن
يصاحبها أحد الشباب بهذه الطريقة المُبتذلة المُهينة، لا أُريد هذه الفتاة التي تَقبل على نفسها أن تكون كالسلعة، إذا أعجبت هذا الشاب تُصاحبه، و إذا لم تعجبه، فإنها تُعرض نفسها على غيره. هى إنسانة فعّالة فى المجتمع و تشارك فى العديد من الأنشطة و لها
علاقات متعدده، لكن قلبها لن يُفتح إلا لواحد فقط.
فقال (ب) : أراك كـ"سى السيد" ،
تريد زوجة صينية فيها كذا و كذا ، لا ينقصها إلا أن تنوّر في الظلمة !
فقال (أ) : بالطبع لا ، فأنا أفهم طبيعة حبيبتي ، و أفهم كيف تفكر ، حبيبتى تريد أن ترتبط برجل ناجح ،
مثقف ، يفهم إنسانيتها و يحنو عليها ، يكون لها أكثر من أب و أم و أخ و أخت ،
يُقبّلها بين عينيها عند عودته من العمل ، يُشجعها على النجاح بينما تؤيده في قراراته الحاسمة ، لذلك ما أفعله هو أن أكون جديراً بها ، و عندئذٍ فقط ، سأجدها ، إذا أردت فاطمة ، فكن أنت علياً ، و إذا كانت هي سيمون دي بوفوار،
عليك ألا تكون أقل من ساتر لتكون جديراً بها.
قالت (جـ) : يا (ب) أنت محق في كون المرأة كتاب ، يبهرك لأول وهلة ثم لا تلبث أن تلقى التكرار .. وكذلك الرجل أيضا .
ردحذفوأنت يا (أ) .. جميل منك أن تفكّر بهذا الإختلاف وأرجو أن تلقاها يوما ما
فليست المشكلة أنهن لسن موجودات ، بل في صعوبة أن تتقاطع خطوط حياتيكما معًا
:)
you really keep inspiring me, thanks.
ردحذفاتمنى ان يكون (أ)موجود وليس من الخيال
ردحذفkeep it up everyday i discover smth new about you :D
ردحذف