الاثنين، 13 ديسمبر 2010

أعيدوا الموت إلى حياتنا ..!


الموت هو الحقيقة الوحيدة فى العالم التى لا يختلف عليها أحد ، قد يختلف الناس فى اعتقادهم بوجود الله ، و قد يختلف مفهوم الإله و الألوهية بين الديانات المتعددة ، و قد تختلف طرق عبادتهم له بإختلاف مذاهبهم ، لكنهم جميعا يؤمنون بالموت.
و على الرغم من إيمان العالم كله بالموت ، فالناس لا يكفون عن تهميشه و تنحيته جانباً و كأنه أمر لا يعنيهم أو كأنه مرض خبيث نخاف إذا تكلمنا عنه أن نصاب بعدواه !
و هذا أصيل فى ثقافتنا ، فإذا كلَّم أحد الأبناء أمه عن الموت و سألها عن معناه ، نراها تنتفض أمامه منزعجة ، و تتمتم بكلمات مثل "بعد الشر عليك يا ضنايا" أو " الشر بره و بعيد " ، فإذا أصر أن يفهم نهرته قائلة " تِف من بقك الكلام الوحش ده و ما تتكلمش فى الموضوع ده تانى " !
قد يكون ذلك لأننا نخاف من الموت لأنه يبعد عنا أحبابنا ، أو لأننا لا نعرف على وجه اليقين مالذى سنلقاه بعد الموت ، أو لأننا لم نستمتع بحياتنا كما نريد ، فنخاف أن نموت قبل أن نعيش ، فمن المرعب لنا أن نتصور أنفسنا موتى قبل أن نحقق أحلامنا و قبل أن نُنهى رحلتنا بالوصول  ..



و هذا شيىء غريب فعلاً ، كيف نخاف الموت و كلنا سنموت ؟ و كيف نخاف الموت و هو الحقيقة الوحيدة التى اجتمع عليها البشر ؟
إذا كنا نخاف الموت ، فلماذا لا نخاف من النوم مثلاً و هو صورة مُصغرة من الموت ؟ أو لماذا لا نخاف من التنفس و هو مفروض علينا كـ"أحياء" ، تماماً كالموت ؟
الموت ليس مخيفاً كما نتوهَّم ، قد يكون قاسياً بعض الشىء ، لكنه حقيقة ، و الحقيقة على بساطتها و صدقها لابد أن تكون حازمة و قاسية.
أمر سخيف أن نتجاهل الموت و نحن نعلم يقيناً أن الحياة لن تُكمل دورتها بدونه ، لن يكون لك أبناء دون أن يموت أبوك أو أمك او حتى انت نفسك .
الموت قريب جداً ، أقرب مما نتصور ، قد أموت فى هذه اللحظة قبل أن أُنهى كتابة هذه الجملة ، و قد تموت أنت قبل أن تنتهى من قراءتها ، هذه حقيقة لابد من التعايش معها كى نعطي لكل لحظة من حياتنا قيمتها الحقيقية ، فالموت هو الحقيقة الأغلى فى العالم التى تخبرنا كم هى غالية هذه الحياة و هذه النفس و هذه اللحظات التى تُكوّنها و تبنيها و تنهيها أخيراً.
السعيد هو من يحيا بالموت ، و يتعايش معه كحقيقة واقعة ، لا وقت للحزن لمن عرف الموت و قوته ، قد نشعر بالحنين يوماً ما و قد نشتاق للمسة اليد و نظرة العين التى غابت عنَّا للأبد ، لكننا لا نحزن أبداً ، فعلى الرغم من جهلنا بالمنتهى ، فكلنا ذاهبون إليه ذاته ، و قد نلتقى فى مكان آخر لاكون فيه الموت بمثل هذه القسوة ...


الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

مَن يعرف طعم السعادة ؟

لا أنسى أبداً وجه تلك العجوز و لا لمعان عينيها و لا حتى نبرات صوتها الذى تهدج – شوقاً و نتيجة لكبر سنها معاً – عندما سألها الإعلامي عمرو الليثي : لماذا لا تتركي هذا البيت الفقير الناشب على ضفة النيل و تأخذي بيتاً انيقاً بديلاً له كما عرضت عليك المحافظة ؟

فردت بتلقاية و تأثر قائلة : يا أستاذ عمرو النيل ده إبني ، أنا بصحى الصبح أصلي الفجر و أصحّى أولادي و أحفادي ، و بعد ما يروحوا المدرسة ، لازم أروح أتطمّن على النيل ، بقالي 80 سنة ما فوتِّش منهم يوم من غير ما أشوفه ، بعد العمر ده كله عاوزين يحرمونى منه ، أنت ترضى يا أبنى أن حد يحرمك من إبنك ضناك ؟!




هذه السيدة العظيمة تعاني – كشان غالبية المصريين – من الفقر و الحاجة ، و ربما لا تجد ثمن الدواء ، و ربما لها أبناء بلا عمل ، و أحفاد لم يذهبوا للمدرسة تخفيفاً للمصاريف عن كاهل والدهم المسكين ، و لكن الذي أستوقفنى هنا هو : لماذا لا تريد هذه السيدة ان تتخلى عن هذا البيت في مقابل مكان أفضل و حياة أفضل – بفرض حُسْن نوايا المسئولين - ؟!

هذه السيدة تعتبر بيتها المتواضع المبنى من الطوب و الخشب هو ما تملكه من أرض على هذه الدنيا، و أن أى مكان تذهب إليه بعد كل هذا العمر -  و الذكريات – سوف تكون غريبة عليه ، و لن يكون لها بيت إلا بيتها الذى تسعد فيه برؤية النيل  ...

هذه السيدة لا ترى أن هناك إثم ترتكبه بثباتها على موقفها ، بل ترى أن الوطنية من أهم ما يدعو إليه الدين ، و يؤيد ذلك قول الرسول عند خروجه من (وطنه) : ]الله يعلم أنك - أى مكة - أحب البلاد إلى قلبي ولولا أن أهلك أخرجونى منك ؛ ما خرجت[.

و لكن فئة كثيرة من الشباب المصري ترى هذه النظرة على أنها خيالية حالمة ، و ربما سخروا منها ؛ و لهم بعض الحق ، فهم يرون الفساد يسيل من كل شىء ، من الجامعات و الفضائيات و الأندية و الشركات ؛ حتى بيوتنا لم تخل من فساد إجتماعي !

إذا كنت شاباً مصرياً فى العشرينات فهناك طريقان لا ثالث لهما ، الطريق الأول أن تكون رجلاً عادياً ، لا تكترث بما يحدث حولك ، تحصل على شهادتك و تلهث للحصول على وظيفة تتيح لك دخلاً مناسباً ، ثم تتزوج ، ثم تنجب أطفالاً ، و تحاول أن تبحث لك عن ردود مقنعة لأبناءك عندما يسألوك : ماذا فعلت يا بابا عندما رأيت بلدك الوحيد تحتاج إليك عندما كنت شاباً ؟ و مَن السبب فى الإنحدار الذى نعيشه الآن - أى الجيل القادم ؟ و الأسوأ إذا خرج أحد أبناءك يقول لك : أنظر ماذا فعلت بصمتك و أنانيتك و كسلك عن العمل لمستقبل أفضل لهذه البلد ، مستقبل أفضل لنا ؟!

و الطريق الثانى أن نعلو على أنفسنا و نجتهد فى دراستنا و حياتنا - أياً كانت - قدر إستطاعتنا ، و نُغِّير كل ما نستطيع تغييره للأفضل ، و أن نخرج من هذا الصمت الذى يميتنا و يميت معنا مئات المصريين الذين يعانون كل يوم نتيجة ما يحدث فى بلدنا ، وقتها تستطيع أن تقف أمام نفسك و أهلك و التاريخ فتقول : عملت كل اللى أقدر عليه ؛ عندها فقط ، سنعرف طعم السعادة ..
 
و لن يستطيع ذلك إلا رجل مسئول ، و كلنا مسئولون ، يبقى - فقط - أن نكون رجالاً !
نحن الشباب ، أمل أمتنا و رجال مستقبلها ، إن لم نبذل كل ما فى وسعنا من جهد ، فلسنا أبناءها و لسنا رجالاً ، فالأمم تحيا كما تحيا النفوس ، و حياتها شبابها ...


-------------------------------------
ملحوظة : الصورة بواسطة المصور أحمد هيمن ...
http://www.facebook.com/photo.php?fbid=324682037099&set=a.324681447099.157062.63182427099


..

الجمعة، 24 سبتمبر 2010

بين التدين و الإجتهاد في العمل


بين التدين و الإجتهاد في العمل

أومن أن الدين ليس فقط عبادات و شعائر و مظاهر و حركات نقوم بها بين جدران المساجد ، فالدين بما يعنيه من أخلاق و تعاليم لابد أن تخرج الى الشارع و البيت و المدرسة و الجامعة و المصنع و الشركة.

و لا أعلم لماذا لا يقوم خطباء المنابر و الدعاة و الإعلاميون بتحفيز الشباب -إحنا!- نحو العمل و حثهم على الإتقان و تحسين الأخلاق و نشر تعاليم الدين بدلاً من التكرار الممل لقضايا و أمور تتعلق باللحية و الإسبال أو الولولة الإعلامية اليومية على مشكلاتنا بدلاً من التفكير و البحث عن حلول لها؟!

يمكنك أن تتخيل رجلاً جهّز شركة و أحضر لها جميع المعدات و المستلزمات ، ثم أتى بالعمال و الموظفين و مجلس الإدارة و قال لهم : أديروا هذه الشركة و طوّروها و اجعلوها في تقدم و تحسن ، ماذا تفعل لو تركوا الماكينات و المعدات و المكاتب حتى خربت و تلفت و ذهبوا إلى بيت الرجل يهتفون باسمه و يدعون له بطول العمر و يطلبون رضاه عنهم ؟!

لو طردهم و شرّدهم ما عاتبه أحد فيما فعل !
 
المشكلة أننا نرى ذلك كل يوم في المصالح الحكومية ( و في شئون الطلبة في الكليات !) ، فقد ترى طابور الواقفين في مصلحة حكومية يكاد يبلغ باب المصلحة ، و يتركهم الموظف - الذى يعمل بكسل و لا يقضي لك مصلحتك إلا بعد ما تعيّد عليه و تقول له كل سنة و انت طيب - !! – و يذهب ليصلي السنة ثم الفريضة ثم السنة التي تليها ، و لا يعود بعد ذلك بسرعة لقضاء حوائج الناس ، بل يتلكأ و يظن –لأنه صلى فى جماعة ! – أن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ! ، فيعامل الجميع بفظاظة و كأنه يمنّ عليهم بقضاء مصالحهم !
على الرغم أن الله وضع فسحة من الوقت بين الصلوات كي يقضي (الموظف) حوائج القادمين إليه بلهفة و إستعجال ، و لا يعني ذلك التهاون في الصلاة أو في آداءها على وقتها! ، و لكن أين هذا من حديث النييّ "لأن يمشي أحدكم في حاجة أخيه ، خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا شهراً !"


 

 من يعتقد أن الدين يتلخص في جملة من الأذكار أو مجموعة حركات تعبدية خالية من المعاني لابد أن يدرك أن الدين أخلاق و آداب و تعاملات راقية و عمل جاد لا استهانة فيه و إتقان للعمل على الوجه الأكمل ، و أن الدين يدعو للحرية و إقامة العدل و تقدير الفرد و أنه نعمة من الله إذا فهمناه على الوجه الصحيح ، فما أراد الله أن يشقينا بل أن يجعلنا سعداء ! ، فالله خالق النفس و يعلم أسرارها و خفاياها ، و يعلم أن الغش و الرشوة و الإهمال في العمل و غيرها من الخطايا تُحدث سواداً في القلب و إنكساراً في النفس و كآبة في الوجه و يؤدي ذلك لشيوع روح التعاسة العامة في المجتمع ، أما الإحساس بالمسؤلية و الإجتهاد و الإتقان يُشعر الإنسان بقيمته و عزته ، و أتسائل كيف لا يشعر الفاشل أو المتهاون في دراسته أو عمله أنه يُغضب الله ؟  و كيف يدعو الله أن يرضى عنه دون أن يغير من نفسه ؟
علينا أن نتقن العمل و ننظم حياتنا و أن نعمل لمستقبلنا ، فلن تقوم نهضة هذه الأمه إلا بالشباب الواعي !


السبت، 11 سبتمبر 2010

بين الإيمان و العصبية الدينية


بين الإيمان و العصبية الدينية


لعل السبب الرئيسي في وجود الفتن الطائفية و النزاعات الدينية التي تؤدي أحياناً إلى ما يسمى بـ"الحروب المقدسة" ؛ هو ضعف الإيمان ..!

إذ أن التدين الحقيقي – سواء في الإسلام أو المسيحية – يعني الإيمان العميق بالدين و مبادئه ، فيصبح (المتدين) كالسائر بخطى ثابتة مطمئنة في طريق الحياة المتعرج ، و مهما شاهد من سائرين يسيرون في طرق تختلف عن طريقه ، لا يزعزعه ذلك عن إيمانه قيد أنملة ..!

و جميع الأديان السماوية أقرَّت الإختلاف ، و حثَّت كل ديانة أتباعها على قبول الغير و إحترامه ؛ طالما يحترم المقدسات و يقبل التعدد ..

و ذلك يعني أن تحوّل أحد المسيحيين إلى الإسلام أو العكس لا يؤثِّر إلا على ذوي النفوس الضعيفة و أصحاب الإيمان المزيف ، و هؤلاء هم أصحاب العصبيات الجاهلة و مُشعلوا الفتن الطائفية ..!

و من ذلك نستطيع أن نعرف الفرق بين الإيمان الشديد بالدين مع قبول الآخر ، و العصبية الجاهلة ؛ فكل منهما يحب دينه بشدة و على استعداد تام أن يضحى بحياته في سبيله ، لكنّك ترى صاحب الإيمان كالسائر على درب الهدى بقلبٍ صافٍ و نفسٍ مطمئنةٍ يتمنى للجميع أن يهتدوا للحق الذي هُدي إليه ، و للخير الذي ينعم فيه ، و للطمأنينة التي تعمر قلبه ؛ فتراه يدعو غيره من المتخبطين في الطرقات على غير هُدى ، و ينبههم أن هناك طريقاً أخر فيه سعادتهم و طمأنينتهم – كما يرى ! – و يترك لهم الإختيار بمحض إرادتهم ، فالله يضل من يشاء و يهدي إليه من يشاء ، لذلك لا تراه أبداً يحمل في قلبه ذرة حقد باسم الدين و بالأحرى لا تجده يشتم أو يضرب أو يقتل غيره لأنهم –فقط- على غير طريقه ..! 

فلا يفعل ذلك إلا المرتعشون المتذبذبون من أصحاب الإيمان الضعيف و التعصب المذموم ..!

فعلى الجانب الآخر ؛ ترى ضعيف الإيمان يريد أن يعطي لنفسه ثقة فيما يتبع من تعاليم لا يقتنع و لا يؤمن بها – و ذلك لعدم قدرته على مواجهة هذه الشكوك التي تصيبه بإستمرار- عن طريق اقتناع و إيمان الآخرين بنفس ما يتبع !
فيكون كالسائر في طريق يخشى أن يكون خطأ ، فيحاول أن يطمئن نفسه بأن يرى السائرين في نفس الطريق يصبحون أكثر و أكثر ، فيقل خوفه لأنه ليس وحده الذي سيلقى المصير المحتوم إذا لم يكن هذا الطريق هو المؤدي إلى غايته !

و العكس صحيح ، فكلما قل السائرين في نفس الطريق كلما ازداد خوفه ، و ارتعدت أوصاله أن يلقى مصيره وحده .. فتراه يحقد و يشتم و يثور و يغضب ، و ربما أعاد هؤلاء الذين اختاروا طريقاً آخر بكل ما أوتي من قوة و عنف و سلطة إلى نفس الطريق مرة أخرى !!

و هؤلاء عليهم أن يواجهوا شكوكهم و يفهموا أديانهم و لا يكونوا دعاية سوداء لدينهم .. و أن يخافوا من لعنة الرب أن تصيبهم بما أفسدوا في أرضه بجهلهم و تعصبهم المذموم و تطرفهم ؛ فالأديان بريئة من كل جهل و تعصب و تطرف !







الجمعة، 3 سبتمبر 2010

تسبيحات [3] ..


سبحان من أضاء بنور وجهه الظلمات ، ظلمة الشك ، و ظلمة الشرك ، و ظلمة الجهل ، و ظلمة المعصية .. فجعلَ الوجودَ كله من معاني و محسوساتِ ؛ دليلاً على وجودِه ، و إنتظامها و دقتها دليلاً على وحدانيتِه ، فخلقَ الكونَ بقدرتِه و علمِه و كشفَ للعلماءِ من البشرِ من قوانينِه و من أسرارِ خَلقِه ، يرونَ فيها من عجيبِ قدرتِه و حكيمِ صنعتِه ، و جعلَ زيادةَ علمهم ( العلماء) بما خلقَ سبباً في إيمانهِم بقدرتِه و خشيتهم من معصيته و أملهم في التمتع بلذة القرب منه و الأنس به في الدنيا و الآخرة .. 

الأحد، 22 أغسطس 2010

تَسبيحات .. [2] ..

سُبحانَ مَنْ جعل للروحِ بصمة تنطبعُ على الأشخاصِ و الأماكنِ ، حتى إذا ما قابلت صديق قديم أو أخذكَ الحنينُ الى مكانِ كنت تمرحُ فيه صغيراً و تعبث فيه غير آبه للدنيا و من فيها ، وجدتَ إتصال روحك مع هذه الأماكن و هذه الأشخاص .. اتصالاً .. لا يحويه زمان .. فلا تدرك وقتذاك .. أطفلاً أنت أم رجلاً ؟! .. لك الحمد يا رب على نعمة الحنين =)) ..

تسبيحات [ 1]

سبحان من جعل النفس البشرية ( العالم الأصغر ) كالكون العظيم (العالم الأكبر) .. فيها من عجيب الأسرار و غريب الأطوار ما للكون .. و لعل ذلك لعلة جعل العلاقات الإنسانية بين البشر تخضع لحكمه و سلطته .. فندعو الله و نقول : اللهم أصلح بين فلان و فلان .. أو اللهم أهدى فلان لفلان .. فندعوه بالنتيجة .. فيسبب - الله عز و جل - أسباب صلاح النفوس بعظمته مع قدرته أن يقول للشىء كن فيكون .. فسبحانه .. المهندس الأعظم للكون و النفس ..

الخميس، 6 مايو 2010

20years of solitude



20years of solitude

6 May (2010 -1990)





I woke up today and said: Oh my God! Now I 'm twenty!
I thought about what I did in these twenty years and I faced the ugly truth!
I asked myself what will be the difference if I or a little black dog has no tail died in Peru?!
That question put me in a black bad mood.


When I was in that bad mood, thinking about what I did, I was also thinking about people around the world, who really did something for the hole mankind.

I see now Gandhi, Martin Luther King and prophet Muhammad (PBUH)






I remembered Martin Luther king's speech "I have a dream" when he said: I have a dream that one day this nation will rise up and live out the true meaning of its creed: 'We hold these truths to be self-evident, that all men are created equal.'"





I saw Gandhi looking in my eyes and saying: "When I despair, I remember that all through history the way of truth and love has always won. There have been tyrants and murderers and for a time they seem invincible, but in the end, they always fall — think of it ya Mohamed :D, always."







And heard Prophet Muhammad (PBUH) saying to me: "Fear Allah wherever you are, and follow up a bad deed with a good one and it will wipe it out, and behave well towards people."




I turned to myself and said: Today, I have a dream, a dream about my country and the whole world, built on the concepts of truth, love and respect.


That's what I am doing






..

السبت، 1 مايو 2010

فنجان قهوة ، و شىء ما يحترق !



فنجان قهوة ،

قابع أمامى ،


يتصاعد منه دخان شاحب اللون ،


يظهر ليتلاشى ،


يكون كى لا يكون ،


كهذه الوجوه الناظرة ،


تحيا لتموت ،


كما يموت الآخرون ،


تحيا كجرذان مسالمة ،


أمّا هىَ ،


تحيا أميرةً حقيقةً متوجة ،


بين أطياف من الملكات الزائفات ،


أشعر بها ،


ثمة شىء ما يحترق ،


تحت الرداء السكّرىّ ،


هناك ،


بين الضلوع ،


تتمنى قطع تلك الحواجز ،


و تمزيق كل هذه الزخارف السخيفة ،


لتظهر حقيقة الحياة ،


بلا زخارف ،


كى تصبح شيئاً ما ،


ذات معنى ! ،


أرشف القليل من فنجان القهوة ،


أتذكر منها تلك الهمسة ،


الهمسة الأولى ،


و الكلمة الأولى ،


و تلك الرجفة الأولى التى انتابتها ،


فتغمض عيناها ،


لتخفى عن نفسها ارتباكها ،


حتى لا تفقد هذه اللذه ،


و تستلم لهذا الشعور ،


و تغمض عيناها ،


و تبتسم


أشعر بالبروده تتسلل إلى فنجانى ،


كتلك التى سرت فى ظهرها ،


فارتعشت


لتغمر وجهها بصدرى ،


بلا قيود ،


أوشك الفنجان على الإنتهاء ،


كما ينتهى كل ما له بداية ،


أمّا هىَ ،


فلن تنتهى ...




لـــذَّة الـخــمـــول ..

تستيقظ سلمى و على فمها إبتسامه لاتزال فى مهدها ،

تتذكر ما رأته فى منامها من عالم وردى ،


رأت أن لها قصراً كبيراً مليئاً بالورود البيضاء تزينها بعض الزهور الصفراء و الحمراء ،


رأت أن لها زوجاً حنوناً لا يضربها و لا يهين كرامتها ولا يسبها و يلعنها ليل نهار ،


رأته يحمل إليها التفاح الأحمر من الشجره المثمره التى تتوسط الحديقه و يأتى إليها و هى نائمه على ظهرها ،


تنظر إليه بإبتسامه حقيقيه لطالما غابت عن شفتيها ،


يطعمها بيده فى فمها ،


فتقضم من الثمره شيئاً يسيراً بفمها الصغير ،


فيأخذ فارسها الثمره و يديرها و يأكل من مكان ما أكلت ،


ثم يتطَّلع إليها و يحتضنها و يقبَّل جبهتها ،


تحسست سلمى جبهتها لتجد عليها بعض قطرات العرق


الذى يصيبها فى مثل هذا الوقت من الصيف عند إستيقاظها ،


قامت متثاقله من سريرها و أشعلت المصباح أعلى المرآه ،


و أخذت تحملق فى وجهها ،


و تمسح وجنتيها برقَّّه بأطراف أناملها ،


ثم استدارت نحو شرفه حجرتها ،


و فتحت بابها و خرجت ،


فشعرت ببروده الأرض تسرى بخفه فى قدميها العاريتين ،


و جاءت نسمه هواء صيفيه بارده تداعب خصلات شعرها الأسود اللامع الذى يزداد جماله كلما ازدادت بساطته ،


و سرت رعشه قويه فى جسدها اليافع الذى بدا ظاهراً من تحت قميص نومها الأبيض الخفيف ،


رفعت يديها لأعلى و مالت برأسها للخلف و بصدرها للأمام قليلاً،


ثم اعتدلت و وضعت يدها على خصرها و تثائبت ،


ثم أخذت تملأ صدرها بهواء الصباح ،


برائحه الشارع الخالى من الماره إلا من هذا الشيخ المسن الذى جاوز الستين من عمره عائداً من صلاه الفجر


و معه حفيده الصغير يجره من خلفه و قد نام الطفل على يد جده ،


فأشفق عليه ، و حمله رغم المشقه و آلام ظهره ،


ابتسمت سلمى و رفعت رأسها للسماء ،


و نظرت بعينيها العسليتين لخيوط البنفسج المنتشره فى عنان السماء


و التى تذهب شيئاً فشيئاً مع بزوغ الشمس التى استمدت منها طاقتها ،


و نفضت عن جسمها آثار النوم و معالم الكسل ،


فدبت فى جسمها النشاط و فى روحها الحياه و فى نفسها الدفء و الطمأنينه .




..

الأربعاء، 28 أبريل 2010

يحيا الموت..!




عندما يتوقف العالم ، ويجتمع سكانه فى مكان واحد ، رجاله و نساءه ؛ شيوخه و شبابه ، البنين منهم والبنات .

وعندما يجلس الذكور منفصلين عن الاناث ، كلهم جالسون ، صامتون ، شاخصة ابصارهم ، منصتة آذانهم ، يستمعون القران ...


فاعلم ان هناك شخصا ما -رجلا كان او امرأه- قد اختير ليكون من المسافرين عبر اللازمن من الفــــــــــانيه الى البـــــــــــاقيه.

عندئذ يرفع الناس كلهم رؤسهم الى السماء وينظروا ، تكاد تطير عقولهم من هاماتهم المرفوعه ، ويفكروا ؛ ويزداد الامر تعقيدا عليهم ...

ثم تنحنى رؤسهم جميعا ؛ فينقسموا صنفان :

الاول يحنى رأسه عجزًا لأنه لم يصل للنهاية ...

والثانى انه ادرك حقيقه الحياة؛ ادرك ان كل كمال ناقص ولكل تمام عجز ولكل نفس اجل ...




عندها يرى الناس الموت و كأنه اله ينتزع الحياه من بين الناس انتزاعا ...

ينتزع الروح من الجسد ... فيشقى لوفاته الاحباب ...تراهم ... فلا تدرى ماذا تفعل ؟

اتحزن عليهم ؟

ام تحزن لهم؟

ام تحزن لانك لم تر من مات؟

ام لانك لاتتذكر اخر مره قبلته فيها او احتضنته بين ذراعيك او حتى قابلته و كلمته ؟

تراهم من الهول والفزع ينتشرون

يقف كل واحد منهم فى جانب

ينظر الى الاخرين فى ذهول متصل

عيناه جاحظتان

كلاهما يذرف الدمع و كأنه هناك بالداخل من يدفع الدمع من عيناه اندفاعا حتى لا يستطيع الباكى ان يغلق عيناه

تراه يرتجف

يصيب الوهن اعصابه شيئا فشيئا

فيرتخى شموخه

ويتهاوى عنفوانه

وتخونه قوته

فتزل قدم بعد ثبوتها

فتنخلع قلوب الحاضرين جميعا خوفا من تكرار المشهد الذى لا يتكرر فى حياه الشخص الواحد و لو لمره واحده

.فى هذه اللحظه

يثبت الرجال

وتولول النساء

ويستقر الايمان فى قلوب العباد

او يذهب بصاحبه الى الالحاد فى غير رجعه




..

مـــحــمــود شــــاهــيــن ..



لم يقف أمام المرآه مثلما وقف هذا اليوم!
قد يحلم الشاب فى مثل هذا العمر بفتاةٍ جميلةٍ يتزوجها ، أو سيارةٍ فارهةٍ يسعى بها هنا و هناك ؛ إلاَّ محمود الذى ارتدى بنطلونه القماش البنىّ و القميص الأبيض و الحذاء الأسود واضعاً الأجنده تحت إبطة و الأقلام فى جيب قميصه أزرقاً و أحمراً و أسود.
و لم يخرج من البيت إلا بعد أن تمتمت أم محمود بآيه الكرسى و المعوذتين ، ثلاث مرات !

سعادته لا توصف بالكلمات ، يكاد يطير فرحاً ، ضارباً بعرض الحائط قوانين نيوتن التى أسهدته ليالى و حرمته لذه النوم سنين يتذكر تلك الليالى و يضحك ، يتذكر " الطبليه " التى كان يذاكر عليها ، و "الرِجل الملخلخه" التى ترغمه على الكتابه ببطء حتى لا يخرج خطه مشوهاً.

لم تكن حالته المادية تسمح له بدروس خصوصية ، فقط يحق له أن يحلم .

اشتغل بالمذاكرة – على الرغم من صعوبتها - أولاً المذاكره الأساسية ، ثم يأتى دورالمراجع التى لا يعلم بها مدرسوه من ناقلى العلم ، كان يستعير المراجع من المكتبة القابعة على أول الشارع ، و يشرع فى القراءه منها بنهم ، و يبحث عن المعانى التى تصعب عليه فهمها فى القاموس الذى اشتراه من مصروفه لمّا وجد حاجته إليه مُلِحَّة ، و لم يهدأ إلا بعدما أتم مرجع الميكانيكا و الفيزياء قبل دخوله الكليه

استمر فى تدوين ملاحظاته و أفكاره ، إنتظاراً لدخوله الجامعة ، ذلك الصرح الأكاديمى الذى طالما دعت له أمه بأن يكون من علمائه ، كزويل و مجدى يعقوب ، لم تكن أم محمود تعرف القراءة و الكتابة ، و لا تعلم زويل و لا يعقوب ، إنما تسمع من محمود أحلامه و رغبته فى أن يكون مشهوراً و يرفع رأس مصر عالياً ، وترى فى عينيه هذا البريق ، فتدعوا له و تشجعه .
دخل الحرم الجامعى لأول مره ، و دار بخلده أن يخلع حذاءه قبل الدخول ، ثم ابتسم من هذا التفكير الطفولى ، و سرعان ما اعاد وجهه إلى الصرامة و الجدية ، منذ متى و هو يحلم بهذه اللحظه ؟! ، و بمرور الوقت بدأ يشعر بوحشة المكان مع إدراكه للتفاصيل، لم يكن هؤلاء الجالسون على تلك المقاعد الرخامية رهباناً للعلم فى تلك الصومعه الكبيره ، بل كانوا جنساً آخر .


دلف إلى محاضرته الأولى ، مبكراً ، انتظر إلى ما بعد بدء المحاضره بنصف ساعة ، حتى دخل الدكتور رشدى عزّام ، لم يكن محمود ليتخيل عالماً بهذا الشكل قط ، لكنه أرجع الخطأ لنفسه بأنه لم ير على الحقيقة عالماً حقيقياً من قبل ، كان دكتور رشدى غليظ الوجه ، منتفخ الشفاه ، يتدلى كرشه بصوره بالغه ، به قسمات من ضباط الشرطه الفاسدين ، أزاح محمود هذا اللغط جانباً و انتبه إلى محاضرته .
شعر محمود بعد المحاضره بخيبه أمل لأنه لم يستمع إلى كلمه واحده جديده طيله المحاضره ، كل الكلام منقول بصوره سخيفة ، و ملقى بشكل سلبى على الطلاب ، تتخلله بعض الإهانات الشخصيه للطلبه ، لأن أحداً ما تكلم ، أو لأن أحداً ما نسى إغلاق هاتفه المحمول ، تجاهل محمود هذا الشعور ، و بدأ يتخذ سبيلاً آخر .



أخذ محمود أوراقه و أفكاره التى أخذ يدون فيها منذ ما يقرب من عامين ، و ذهب إلى دكتور رشدى فى مكتبه ، و عرض عليه أعماله ، فنظر إليه بإستنكار قائلاً :
- انت اسمك إيه يا ابنى ؟
- محمود شاهين يا دكتور .
- بص يا محمود ، انت تذاكر اللى بقوله فى المحاضره ، و سيبك بقى من الكلام لفاضى دا .
- بس يا دكتور أنا حاسس إنى مش بستفيد بأى حاجه ، الكلام كله عارفه و كاتب ملاحظات عليه كمان .
هنا انفعل الدكتور و بان عليه الحنق و قال :
- انت هتعرفنى شغلى يا أفندى ؟!
- لأ يا دكتور لا سمح الله ، أنا بس ....

و لم ينتظر منه رداً و أكمل قائلاً :

- اتفضل بره بدل ما أتخذ معاك إجراء قانونى ، اتفضل بره !


خرج محمود محبطاً ، لم يدب اليأس قلبه قبل هذا اليوم ، عاد إلى البيت مهموماً ، و روى لأمه ما حدث ، و أخبرها أنه يريد أن يترك الجامعة ، فهى صرح فارغ بلا روح و لا معنى ، فانفجرت فيه صارخةً مولولةً :
- بقى أنا ما صدقت إنك دخلت الجامعه عشان تشيل عنى الحمل بعد أبوك ما مات ، تقوللى عاوز تسيب الجامعه ؟! ، عاوز تشتغل ميكانيكى ؟! , طب ما كنت تقول من الأول بدل ما نصرف الفلوس دى كلها على علامك ، على الأقل لمَّا أختك اللى على وش جواز يجيلها عريس نبقى مستورين قدامه .


أصابت محمود دهشة أسكتته لحظات ، ثم استعاد وعيه عندما أردفت قائلهً :
- بص يا ابن الناس ، انت تسيبك من اللى فى دماغك دا ، و تكمل تعليمك و تمشى جنب الحيط ، لغايه ما تشتغل و تصرف على نفسك ، بعدها إعمل اللى تعمله .
شعر محمود بمراره تعتصر قلبه كل يوم و هو ذاهب للجامعة ، يمشى ببطء و ينظر لزملاءه بنظرهٍ جامدهٍ ، لا يضحك و لا يبكى .يدخل المحاضره ساكناً ناظراً فقط إلى دكتور رشدى حتى ينتهى ، ثم يخرج فى صمت .
و فى محاضره عن النسبيه ، رفع طالب يده ، فسمح له دكتور رشدى بالحديث ، فقال :
- يا دكتور أنا قريت مقاله كتبها عالم بيقول فيها أن أينشتاين عنده أخطاء فى النسبيه .
رد الدكتور مقاطعاً :
- أنت مالكش غير اللى أنا أقوله وبس ، أنت هتعمل لى فيها نيوتن !
فضحك الجميع ؛ فقام محمود فى صمت ، و خلع حزامه الجلدىّ ، و أتجه ناحيه الدكتور ، و أنهال عليه بالضرب.





..